مفيد الغيلانيمفيد الغيلاني

دعو شرعية هادي، فإنها "مأمورة"؟!!

في المشهد السياسي، يحتدم الصراع وتتغير المواقف، وتتقاطع المصالح تارة، وتتفق تارة أخرى، لأن العملية السياسية والمواقف الدولية، ليست ثابتة ابدا؛ وحجر الزاوية فيها يرتكز على قاعدة "في السياسية لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة"، لذا تظل سياسة الدولة مع المواقف الدولية، مرنة ومطاطة إلى الحد الذي تستطيع من خلاله مجاراة المتغيرات والسياسات شريطة أن تحتفظ بهويتها السيادية.

 


طل اليمن على مدى عقود يعيش سلسلة أزمات دولية طويلة و مترابطة، عمل النظام الحاكم في السابق على انتاجها بفعل سياسته الانتهازية، غير مستجيبً لكل الدعوات السياسية الصادقة التي بح صوتها دون أن تلقى آذان مصغية.

 


 وبسبب تلك القوى السياسة العقيمة، تعرض اليمن في أكثر من مرة لإنتهاك السيادة، وبالعودة إلى التاريخ، ذاك الذي لازال يمتلك ذاكرة غير مثقوبة؛ بفعل تلك السياسات الفاشلة.

 


سأقول له : أنت أيها التاريخ حدثنا عن أقرب إنتهاك للسيادة اليمنية، في ذاكرتك؟ فأنت وحدك من يجمع عليك البشر بأنك منصف، وأن ذاكرتك هي الذاكرة الوحيدة التي لا تكذب، وأننا إذا ما عدنا إليك لا نقرأك فقط، بل نقرأ الحاضر والمستقبل، فأجب عن سؤالنا أيها التاريخ؟.

 


يجيب التاريخ بالقول : هذا سؤال لو قلت سأجيب لك عليه، ستتخضب مرحلة من عمر هذا البلد بمداد العهر السياسي التي صنعها ساسة ذاك الزمن  لكنني سأجيب عليك بشكل مختصر يا عزيزي حفاضاً على ذاكرة شعب رفض أن يبقى في المكان الذي ارتضاه من كانوا يحكموه.

 


سأحدثك عن أقرب إنتهاكين للسيادة اليمنية، والتي حدثت في زمن المخلوع صالح، الأول كان من قبل بريطانيا، في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تم احتجاز الطائرة التي كانت تقل رئيس الوزراء عبدالعزيز عبدالغني في مطار هيثرو بلندن، وكانت الواقعة إهانة لدولة وشعب، في ظرف كانت البلاد فيه شبه مستقرة، فلم تتخذ اليمن أي موقف صارم حيال ذلك.

 


أما الثاني فكان من قبل امريكا وتحديدا بعد حادثة المدمرة الأميريكية يو أس أس كول حيث اقتحمت قوة من المارينز مدينة عدن واحتلت فندق عدن وقطعت الطريق الواقع إلى جانبه بكل صلف وغطرسة، وفي كل هذه الوقائع لم يتخذ اليمن أي موقف صارم.

 


يبدوا أن التاريخ اليوم يعيد نفسه، ولكن بسيناريوهات مختلفة، وعبر مسرحية هزيلة روج لها ابواق نظام المخلوع صالح وحلفائهم الحوثين، مفادها أن "دولة الامارت الشقيقة تتحتل مطار عدن الدولي"، وان "هناك صراع بينها وبين شرعية الرئيس هادي"، هذه المسرحية الرمادية التي جاء بها الإنقلابيون، للنيل من شرعية هادي، القى اليها الرئيس هادي بشرعيتة فإذا بها تلقف ما يأفكون.

 


اليوم هادي شرعية وطن، اتحادي فيدرالي، لا مشروع شعار للموت القادم من قم، شرعية هادي، مباركة شعبية لم يحظى بها زعيم يمني من قبل كما حظي بها هادي، والذي أثبت بالفعل في كل مواقفه، وبالأخص ماحصل في مطار عدن الدولي، انه الرجل الأجدر والاقدر.

 


هادي الذي بدأ منذ اللحظات الاولى بعد انتخابه بتسوية الملعب السياسي واستطاع خلال أشهر قليلة ان يجمع اليمنيين تحت سقف للحوار الوطني وليعزز مرة اخرى من شرعيته الوطنية وشرعية مرحلة التغيير الجديدة التي ينشدها كل اليمنيين واستمر بمهارة فائقة في تخطي حقول الألغام التي نصبت لشرعيتة، يستطيع اليوم تخطي كل هذه النتوءات الصغيرة.

 


هادي لم ينسى اليوم وهو يشاهد هذه المسرحية الهزلية، التي حاول الانقلابيون أن يرسموا لها فصولا مختلة تحت عناوين مفبركة لانتهاك السيادة اليمنية، والغرض منها استهداف شرعيتة، ليس كرئيس فحسب، ولكن كقائد لمشروع التغيير الوطني.

 


ولهذا فإن استمرار استهداف الشرعية اليوم، من قبل الانقلابيين ليس بجديد فمنذ خمس سنوات والشعب اليمني كله يعايشه كما يعايشه الرئيس هادي كرمز لهذه الشرعية الوطنية، فالانقلابيون ومن لف لفهم كانت معركتهم ضد الشرعية منذ البداية وأرادوها منذ البدء شرعية دمار لا شرعية بناء وطن، واسالوا التاريخ، فالتاريخ لا يرحم، سيجيبكم بذلك كله. 

 


اليوم هادي ليس وحده، هادي هو الشرعية التي أجمع عليها اليمنيون، يعرف تماما من أين تؤكل الكتف، ويفقه كل ألاعيبكم التي تفشل في كل مرة، فلا داعي أن تحجبوا شمس الشرعية بكم قميص ممزق من النجف، لأن شرعية هادي كالشمس لا تختفي إلا على العميان، أمثالكم؟!!

 


أقلوا اللوم لا أبا لابيكم، ودعوا شرعية هادي تعبر بنا نحو الدولة الاتحادية الفدرالية، دعو شرعية هادي، فإنها مأمورة؟!!.

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

1421 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد