مفيد الغيلانيمفيد الغيلاني

بوري عفاش الأخير؟!!

يوم جمعة "الكرامة" ومن سط ادخنة إطارات الجبناء، وتكبيرات الأحرار التي زلزلت عروش الجبابرة، كنت ارمق الملثمين وتأخذني الخطوات بعيدا عن طلقات أعيرتهم النارية الحقيرة، لا أدري كيف نجوت منها لأحظى بركن لأحد المحلات التجارية، لم أعد اذكر اسمه لكن صورة المكان لاتزال مرسومة في ذهني ولا أعتقد أنها ستنمحى من خانات الذكريات الراسخة في مخيلتي، فمثل فبراير لا ولم ولن ينمحي من مخيلة أي فبرايري بكل تفاصيله، في تلك الزاوية، كانت صورة الثورة واضحة لن تحجبها أدخنة الاوغاد التي ذكرتني بعبارة قبيحة لا أقبح منها إلا الفكر الامامي الكهنوتي، للإمام أحمد بن حميد الدين، كان يرد علي منتقديه ومنتقدي حكمه بالقول: "أتم البوري حقي ومن بعدي شالط علي مالط" والمقصود هنا أن الإمام أحمد الذي كان يدخن المداعة، كان يعتبر فترة حكمه مجرد مرحلة تدخين حتي يكمل البوري،  ومن بعدها لا شيء يهمه.

احسست بعدها برغبة جامحة بالرغم من أن كل الرغبات كانت قد ماتت لدي في تلك اللحظة عدى رغبة واحدة  شعرت أنها تجتاحني بعنف، لأتقمص دور "ملقط" فحم، بيد عفاش لأشهد أخر بوري يعبر به إلى خانات النذالة المطلقة، مروراً بملفات الحقد الدفين، في خاصرة وطن، تعامل معه كمصاص دماء طيلة 3 عقود ونيف، كانت تلك الرغبة كفيلة بأن تنسيني ذلك المشهد المرعب برُمته!
شعرت حينها بنشوة الانتصار وأنا اشاهد عفاش يجتر بوريه الأخير، بفحم الإنسانية، وبنكهة الظلم وطعم القهر، ولم اكن اعلم أن ذلك البوري سيكون طويلا ومرهقا حد الثمالة، فها هو الوطن اليوم من أقصاه إلى أقصاه أحاله ذلك المسخ إلى موقد يحرق فيه أحقاده واطماعه الا متناهية، التي لم توقفها سوى شرعية الشعب التي انتزعها من شدقيه، ليهبها من أراده الشعب وأراده، وليس لهذه الشرعية من خيار سوى أنها تنتصر او تنتصر.


اليوم جريمة معسكر كوفل باعتقادي هي الرشفة الأخيرة لبوري عفاش الأخير، ولن يكون للقصة بقية.

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

940 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد