مفيد الغيلانيمفيد الغيلاني

عاصفة الحزم "عامان" من الحزم والأمل


مفيد الغيلاني

"وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند"، هذا البيت بالتحديد، أذكر أني كنت اردده بين كل شهيق وزفير، وفي غمرة لحظات عصيبة خديجة، وانا أشاهد طيران الإنقلابين، يشن غارته على قصر المعاشيق، كان الجنون حينها ممزوجا بالحيرة والرهبة، ماذا يريد هؤلاء الأوغاد؟، وإلى أي هاوية سيسوقون هذا الوطن الذي كان هو مذهولا ومفجوعا وموجوعا مثلي تماما يردد، "أسدا علي وفي الحروب نعامة فتخأ تنفر من صفير الصافري"، لحظات قاتلة مشحونة بالألم والحزن، كانت قد أحكمت الخناق على كل يمني حر غيور على وطنه، الذي يراه على شفى جرف هار، ليس بينه وبين مشنقة الموت، إلا إعلان عاصفة الحزم التي جعلتني وملايين اليمنين نتنفس الصعداء، على إيقاعات طيران العاصفة، التي عصفت بالمشروع الايراني في اليمن، ومثلت نقطة فارقة في تاريخ ووجدان الاجيال اليمنية.

إنطلقت "عاصفة الحزم" لتُبدد أحلام الإنقلابيين السمجة، التي دفع اليمنيون ثمنها باهظا منذوا إقتحامهم للعاصمة صنعاء، فجاءت عاصفة الحزم لإستعادة الدولة، وإسقاط الإنقلاب، وليشفي الله بها صدور قوم مؤمنين.

إنطلقت عاصفة الحزم، إستجابة لنداء الشرعية والمتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي لإنقاذ اليمن من الفوضى والخراب الذي فرصته مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، إنطلقت لتجدد معركة تاريخية، معركة وجود وبقاء بين العرب وأحقاد الاوغاد المختبئة تحت الكبر والجبروت الفارسي منذ القدم.

يا إلهي لولا عاصفة الحزم، ما الذي كان سيفعله الإنقلابيون بالشعب اليمني؟، أعتقد أن جريمة "مضايا" ستكون أهون بكثير مما كان سيفعله اﻻنقلابيون بتعز، وأن ما فعله المسخ بشار الأسد، بسوريا سيكون أقل بكثير مما سيفعله الإنقلابيون باليمنين، ولولا عاصفة الحزم لكان اليمنيون اليوم غارقون في دوامة العامائم السوداء.

اليوم تدخل عاصفة الحزم والامل عامها الثالث، وقد نجحت إلى حد كبير في انتزاع الدولة من أيدي الإنقلابين، وإفشال المشروع الطائفي السلالي المستورد من أيران، والذي كان يسعى لإعادة اليمن إلى العصور الوسطى، عصور الجرب والكوليرا والحصبة والجدري والمجاعة والجهل والفقر والتسول والمذهبية والخرافة والاتاوات الظالمة وتخريب البيوت وتدمير المزارع ونشر الموت وعزل اليمن عن العالم.

عاصفة الحزم والأمل، فعلا كانت هبة السماء، لتقصم جبابرة الفرس في أرض اليمن، فشكرا سلمان، وشكرا عاصفة الحزم والأمل.

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

819 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد