الملك سلمان وحكاية الف ليلة وليلة
ابراهيم الحميري
نحن أوفر شعوب الارض حظآ , وأكثر دول العالم سعدا , غشتنا من الله رحمة , وساق للبلاد والعباد نعمة , قيض الله لليمن الملك سلمان في ليلة ظلماء , ابتسمت بنورها والحرية , أنقذ البلاد من شر مستطير , ومحنة وهم عسير.
ففي كتب المؤرخين لن تجد موقفا شبيه بوقفته , إلا في سيرة الملوك الفاتحين , أولي القدر والخلق الرصين , نجدتهُ أتت بدعوة , وغوثه أقبل قبل ان يطوي الخطاب فصل الكتاب .
لقد كان الخطر على اليمن اشد مما قيل او سيقال , فلا اليمن ستبقى يمينآ عربية , ولا عربها ذو قوة وعزة , وطهران باتت ان تحول ارآضيها الى مستعمرة فارسية , وأن تغمر بحرها العربي بقراصنة ولصوص , وتجعلمن شعبها عبيد , للسيد البليد .
فأرسل الله لنا الملك سلمان ومن وراءه ملوك الدنيا , ليقود حروب التحرير , ضد أنصار الإمامة , ودعاة التشطير , . وفي ليلة واحدة من ليالي الدهر , وبين عشية وضحاها , تبدلت هزائمنا الى انتصارات , وأحزاننا الى أفراح , ويأسنا الى أمل مشرق .
وعلى مر تاريخ الغزاة والمحتلين , كم سمعنا وشاهدنا أمم عانت وماتزال لكونها وحيدة , لان الآخرين تركوها وخذلوها . لأنها فقيرة ضعيفة , لأنها صفقة مقابل ثمن زهيد وخسيس , فإما تلاشت او على درب حريتها ماتزال تقاوم .
غير آنَ في احدى ليالي الزمان , كتبت لنا الأقدار مستقبل مختلف وجديد , نابض بالحياة والخير والعمر المديد , حينما ادرك اليمن الملك سلمان , فقلب واقعنا المغدور , وقطع عنا سبيل المجرمين , فقص اذرع التدمير , ودعم منا المقاتل , وساند فينا المناضل .
وطوال سنوات حكم الفاسدين هزلنا , افتقرنا وجوعنا ومرضنا , وماكان لنا جيش حقيقي ولاسلاح حقيقي , فأستولى الانقلابيون بتدبير حاقد , وتخطيط جاحد , على ما فضل من خزائننا وعتادنا , فأستباحت به كرامتنا وحريتنا .
فألهم الله للناس الملك سلمان , في ليلة من ليالي التاريخ , يدفع بسلاحه وجنده , بطائراته وعرباته , فقصف لاعداءنا مخازن ومعسكرات , ودك للعملاء حصونا وثكنات , ولم يكن بخيل بمال , فأنفق وزاد دون سؤال , فعمرنا ما دمروه , وأقمنا ما حطموه , عالجنا المصاب والجريح , واوينا النازح والطريد , وبكرم الاجواد وضيافة الأسياد , احتضن في عقر داره رئيسنا ورجاله , الحاكم القائد , وقال بان المملكة واليمن وطنا واحد .
عن حاضرنا المعاصر في رواية الانقلاب والمنقلبين , والعمالة والمتحولين , شاهدنا زعماء شرعيين خُذلوا من الشمال واليمين , فانتهى المطاف بهم في المنفى أو في السجن , أو في الغربة لاجئين , أوتحت الثرى قتلى مغدورين , لكن رئيسنا بلطف المولى نجا , ليكون حسرة على من بغى , وبحكمة رجل دولة , وحنكة سياسي , أسرع بطلب العون من اقرب الحكام إلى دولته وشعبه , فسخر الله لليمن الملك سلمان , فكان أول من لبى وأجاب , وذاد عن حرمة الجوار , معلنآ عاصفة الحزم , وفي ذات ليلة أطلقها دون انذار , فأصبحت على يوم غدا استبشار , فبنا الرئيس هادي على أنقاض الدولة دولة , وأعاد للحكومة الوزير والسفير , وعين للجيش قيادة , وأرجع للوطن السيادة .
فكل ما سردناه وأوردناه , عن ملك هذا الزمان سليل الملوك ابن عبد العزيز سلمان , لا يفي بحقه , ضئيل بحجمه , قاصر عن جزيل عمله , وعميق فعله , وأروع حكاية سترويها الأجيال , يوم بعد يوم , وليلة بعد ليلة , و لا تتسع لمواقفه ومناقبه أحاديث ألف ليلة .
ولم تكن ليلة السادس والعشرين من مارس في العام ألفين وخمسة عشر ,عقب ماذكرناه كأي ليلة , وما عاد اليمن حزينآ , بل صاعد نحو فجره يقينآ , ولن يسكت شهرزاد الصباح عن الكلام المباح ,,,