الأمهات خلف القضبان !
عبد الله شروح
أكثر من اثني عشر ألف مختطف قابعون في غيابة المجهول " الحوثعفاشي " ، هذا يعني أن اثني عشر ألف أسرة يمنية مكلومة بتغييب أحد أفرادها بين أنياب الحقد الإنقلابي الأسود ! .
الشهداء الذين قضوا صار مصيرهم معروف ، وباتوا مشاعل قدوة ، ومصادر اعتزاز دائم لا لأسرهم فقط ، بل لكل أسرة يمنية ، وكل فرد يمني أينما حَلّ أو ارتحل ،
وأولئك الشباب المجاهدون يقفون كالأطواد في جبهات الشرف بطمأنينة الحق الذي يحملونه ، وأهاليهم ينتظرون عنهم خبر الانتصار أو الشهادة ، وكلاهما انتصار .. ينتظرون هذا الخبر بنفس راضية مطمئنة وواعية ،
ويبقى" المختطفون " هم الوجع الأكبر ! ..
" إن انتظار القَدَر المؤلم أقسى إيلاماً وأعنف أثراً من وقوعه " ،
فكيف حين يكون هذا الانتظار لقلب أم ، وكيف إن كان المجرمين هم الحوثي وعفاش ?!! .
إن أولئك الأبطال القابعين في جحيم المجهول الحوثي ، في زنازين الحقد ليسوا وحدهم يقبعون خلف القضبان ، وليسوا وحدهم تصطلي أجسادهم بلهيب السياط ، وجنون أساليب العذاب ،
إذ وراء كل مختطف أم ، من لحظة تغييب ولدها عنها صار قلبها سجن أكثر قسوة من سجن ولدها ، وباتت الوساوس والهموم أنكى على قلبها من سياط الجلادين على ابنها ، وغدا الانتظار أكثر صدمة من الفقد النهائي المباشر ! .
" وراء كل مختطف ، أم مسجونة " ، يجب أن يدرك الجميع ذلك ! ،
إن قضية المختطفين هي الأكثر إيلاماً ، وهي أحق القضايا ببذل الجهود لإنهاء مأساتها .
إن تقليل آثار هذه الجريمة وحلحلتها يقع على عاتق " الشرعية " بكامل مؤسساتها ، إذ من المضحك استجداء رحمة الكائنات الانقلابية ، واستنهاض نخوتها ، فنحن بذلك كمن ينتظر الماء من كبد الصحراء ! .
على الشرعية الاهتمام بواقع أسر المختطفين ، فلا يجتمع على تلك الأسر ألم الفقد وألم الفاقة والعوز ،
وعليها تفعيل كل المؤسسات لتغدوا هذه القضية هي الأبرز في الطرح والتغطية الإعلامية ،وجعلها القضية الأبرز في المحافل الدولية ، وعلى الشرعية استخدام كل أساليب الضغط الممكنة على القوى الإنقلابية لإنهاء هذه المأساة ،
وليدرك كل مسؤول حكومي أن أمهات أبطالنا مسجونات بسجن أبنائهن ، فإن لم يتحركوا مسؤولية فليتحركوا نخوة ! ..