باسم الحكيمي باسم الحكيمي

الى احزاب المشترك متى تستيقظوون

بعد اكثر من ثلاثة عقود خرج من مدرسة صالح  تلاميذ  فاشلين لم يستوعبوا تجربته ولا أساليبه  وقدراته ....

كانوا اغبياء الى درجة أن نجح صالح في صياغة إدراكهم على النحو البائس الفاتر فظلوا أرقاما في لعبة الكروت في  جيوب صالح

اختزل الرجل ببراعة مسرح الحياة السياسية في اليمن وحدد الأدوار والأدوات للاعبين

وكخبير في مسرح الدمى تلاعب بأدوار البعض ينقلهم من مربع الى اخر مدركين او غير مدركين

دخلوا عالمه السحري كمن خضع لعلملية تنويم مغناطيسية

حبسهم في طور ردّة الفعل غير الواعية وغير المجدية ولا المؤثرة

استراح الرجل واستطال واصطنع في البلد ما يشاء غير عابئ ولا قلق من هياكل سياسية جوفاء خرقاء عاجزة وعمياء لا حول لها ولا قوة بينما تابع مشروعه الخاص في السلطة بعيدا عن خيارات الجميع بمن فيهم الشعب المرهق

الذي تعرض لعملية إغواء سياسية لأعوام وعقود والدوران القسري في مسارات النظام ومتاهاته الغريبة والمعقدة والخضوع لمسلمات صنمية زرعتها أدوات صالح في عقل النخب السياسية والثقافية

ترك الرجل الجميع مشدوهين عاجزين عّن ابتداع وسائل مبتكرة للخروج من دوامته  الكبيرة

حينما استفاق البعض في محاولة الحد من الاندفاع في مشروع صالح اكتشفوا انهم يقفون على ارض رخوة ولا يستطيعون الثبات لوقت قصير كما وجدوا أنفسهم اسرى للاستجابة العكسية لسياساته فانبثقت أفكار بدائية ساذجة لم تجدِ شيئا بينما صالح كان يحلق بعيدا بعيدا بل سكب المزيد من المشكلات في وعاء الوطن المستعر

غرق الجميع في ملاحقة طوفان المشاكل سياسية اقتصادية ثقافية مذهبية فئوية مناطقية 

كان الوقت يمر سريعا ولم يعد بأيدي العاجزين متسعا للحاق بركب صالح الذي اختطف البلاد وصادر إرادة الجميع

فجأة ومن غير سابق إنذار حدث ما لم يكن متوقعا شرارة ثورة اشتعلت في تونس تلقفها البائسون الحالمون الفقراء المتطلعون لمستقبل اخر فالتهبت الارض بمشاعل من دمائهم المتقدة

ادرك العاجزون يومها انهم وجودوا مخزن الوقود للحاق بصالح والإمساك به وإعادة البلاد المختطفة الى متناول الجميع

قاوم صالح بذكاء بصلابة باندفاع وبغباء لكنه في لحظة ما رضخ للمتغير الطارئ الذي اخذه على حين غرة

وقف خصومه ومنافسوه شامتين بضياع مشروع صالح وتلاشي فرص التوريث وظنوا ان الامر قد حسم وأنهم بحاجة فقط لرسم طريق ما بعد صالح

كان الرجل يقول لم تنتهي الفرصة بعد انما تغيرت قواعد اللعبة ليس الا

خرج يوما احد معاونيه ياسر العواضي قائلا انتقلنا الى الخطة" ب ضحك الجميع كما انا ضحكت

إنك تحلم !!

قد استنفدتم فرصكم ووصلتم الى ما بعد الياء !!

اصابك الذي اصابنا دهرا !!

أحلام اليقظة تتراقص في مخيلتك البليدة التي احتكرتها العائلة وشكلت آفاقها اوهام الاستعلاء إنك تحلم قد استنفدتم فرصكم ووصلتم الى ما بعد الياء

وقت قصير يمر كان كافيا لتصفعنا مفاجأة ثانية تهز سباتنا

اكتشفنا ان العواضي لم يكن يهرف بما لا يعرف

هل جهل خصوم صالح ام غرتهم الأماني ام استكانوا للأحلام ام حاق بهم الغباء والجهل وانعدم فيهم بعد النظر فأساءوا التقدير ؟!

الم يختبروا صالح ؟!

الم يدركوا من قبل حيله التي لا تتوقع؟! و حباله التي لا تنتهي؟! وألاعيبه التي لا تتوقف ؟! 

ام انهم في فشل يعمهون

ولا زالوا في غيبوبة التنويم ولم يفقهم هدير ثوار فبراير ولم تزل غشاوة اعينهم مشاهد الحشود في الساحات ولم تهتز افئدتهم بسيل دم طاهر تفجر فواحا في أنحاء اليمن ؟!

ايها القوم اليس صالح لديه خطة ب وت ولم يصل الى ق و ن فماذا لديكم؟!

الا تبا لكم لا تشبعون من الأماني ولا تملون من تكرار الاتهامات ولا تحركون ساكنا

هكذا تشكل المشهد للمرة الثانية مفاجأة تغير مجرى الأحداث لكنها تصب في وادي غير ذي ثوار فبراير  ينجح صالح في الامساك بسيف الثورة

تناغم صالح مع لعبة إقليمية دولية في إقصاء الاخوان ومد بصره الى الشرق بعيدا عّن الخليج استعداد للمرحلة الثانية من ثورته على الثورة ووظف حركة مذهبية ناشئة للانتقام من خصومه

تحرك خلف الحوثيين ومن داخلهم ومن يمينهم وشمائلهم واستخدمهم في كل زوايا الوطن للقتل والانتقام وضع المخططات دبر واحكم التدبير ونفذ 

لكنه المكر السيء يحيط بأهله

ومفاجئة ثالثة بهت لها الجميع وقضت مضاجع صالح والحوثيين غضب عارم بدد اوهام العودة الى الماضي القريب او البعيد وكان ما لم يحسب له صالح الحساب 

وكأن التدخل السعودي العاصف يترجم معنى من معاني أية كرية " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا" في رد مكر زالت منه جبال ثورة فبراير وانقطعت منه انفاس خصوم صالح بعد ان باتوا بين طريد وشريد ومعتقل وملاحق

ارتدت عقارب ساعة الانقلاب لكنها لم تصل بعد الى نقطة البداية ولازالت الحرب تجز الرؤوس يضحك لها أقواما ويبكي منها اخرون ولازال الأفق غير واضح!!

قصة الحرب ورواية اليمن الحزين والدامي لم تنته بعد

لكني سأقول لم يكن دهاء صالح ولا قوة صالح ولا اطماع الحوثي من اغرق اليمن في بحار الموت والدمار بل كان ايضا من أوكل اليهم قيادة التغيير انتم سبب رئيسي تبا لكم

يامن صنع منكم الثوار قادة أبد الدهر ليتكم تملكون حتى شجاعة فتى خرج بصدر عار يواجه رصاص الحقد والخيانة يسكب دمه الزكي ليطهرنا من دنس المجرمين والجبناء على السواء

مثل التدخل العربي  في اليمن فارقة زمنية لا تكرر بانتظام او في مراحل زمنية متقاربة كان على احزاب اللقاء المشترك و القوى الوطنية ان تغتنم تلك السانحة لتثبيت دعائم وركائز مشروع وطني لكنها للأسف اهدرت هذه الفرصة وأحرقت عامين كاملين من التضحيات والخسارات غير المسبوقة من دون ان تتقدم خطوات كبيره في ذلك المشروع بل وفشلت حتى في تقديم نفسها بديلا حقيقيا يتمتع بالقدرة والصلابة والملاءة عن مشاريع التغريب والتشييع 

أسباب الاخفاق قد تكون متعددة لكن وبصراحة سأقول ان تلك القوى لا تمتلك بعد ذلك المشروع الوطني الشامل

هي لا تجيد للأسف ( او ربما تفكر ) في ادارة معركة انتخابية

وليس لديها مشروعا نهضويا شاملا

وللتدليل على ذلك هل تعرفون حزب سياسي يمتلك رؤية واضحة للمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلد  بعد الانقلاب ؟!

على حد علمي لا توجد لا مشاريع ولا روى بل ربما لن نجازف بالقول لا توجد لهذه الاحزاب مجتمعة استراتيجيات مكتوبة ومدونة لما ينبغي ان تنهجه ولما  ينبغي ان يكون عليه البلد في المستقبل المنظور والبعيد

اكثر ما تجسده  ادارة خلافات ومناكفات ومواجهات يومية صغيرة

قد اكون مبالغا او متأثرا بالشعور بحال الهلع والحسرة مما آلت اليه التضحيات والاف الشهداء والجرحى

لكن على الاقل لا يوجد سببا واحدا يدعوني للثقة باي عملية سياسية او حتى عسكرية تتصدرها هذه الاحزاب المهترئة التي لا تملك  مشروع واضح المعالم.

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

862 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد