عبد الباسط القاعديعبد الباسط القاعدي

تجارة قذرة..

اتصلت اليوم بوالدي المتواجد حاليا في صنعاء بغرض متابعة الافراج عن أخي صلاح..

بادرني بصوت مبحوح: زرت يوم أمس أخوك صلاح وطلبت من(السجان) السماح لي بضمه.

وتابع باستغراب.. لقد استجاب لطلبي.

هي المرة الأولى منذ اختطاف صلاح في ٢٨ أغسطس ٢٠١٥ يضمه الوالد ويشم رائحته من بين كل المرات التي زاره فيها.

يحدثني بجذل أنه احتضن صلاح واشتم رائحته التي قال أنها كالمسك رغم أنه لا يتعرض للشمس منذ فترة طويلة.
ظل صلاح مخفيا عدة أشهر ومنع والدي من زيارته أكثر من مرة، وحين كان يسمح له بالزيارة كانت من خلف القضبان الحديدية.
لم يرتكب صلاح جرما ما، ويشهد له كل من يعرفه بالاستقامة ودماثة الاخلاق ومثله آلاف المختطفين إذ تحولت المعتقلات في زمن المليشيات شهادة حسن سيرة وسلوك.
حين يحكم المجرم والقاتل تكون الأمور معكوسة كما هو واقعنا اليوم. 
منذ اسبوعين وصل أبي البالغ من العمر سبعين عاما ونيف يجرجر آلامه وآماله في الافراج عن ولده المختطف منذ 600 يوم.
أخبرني بأن أحد المقربين من الحوثيين وعده بالافراج عنه.
أعرف مسبقا أن هذا أبشع أنواع الكذب والارتزاق لكني لم أرغب في كسر خاطر والدي المقعد منذ زمن بسبب الشلل.
هذه المحاولة الخامسة.. وكل مرة يظهر أحد الحوثة واعدا بالافراج عن صلاح وتستمر الوعود حتى ينضب الجيب ثم لا يلبث أن ينسحب أو يختفي ويغلق تلفونه.
لم يكتف الحوثة والعفافيش بالاختطاف وما يتبعه من تعذيب وجرائم بحق المختطفين بل تعداه الأمر إلى اللعب بمشاعر وعواطف أسرهم وأهاليهم وابتزازهم..
لقد تحول الأمر إلى استرزاق رخيص وتجارة قذرة تقوم على استثمار أحزان اليمنيين.
أعرف وتعرفون أشخاصا اختطفوا ثم أفرج عنهم بعد أن دف أهاليهم ملايين الريالات.
أحقر وأنذل جماعة مرت في تاريخ اليمنيين هي جماعة الحوثي وصالح الذين أفسدوا كل شي بما في ذلك الاسترزاق وامتهان الكذب.

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

952 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد