كتب كتب

ما أشبه الليلة بالبارحة يازبيدي

 

 بقلم / عمر اليافعي

  قرار إقالة عيدروس الزبيدي من منصبه كمحافظ لمحافظة عدن جاء نتيجة فشله الذريع في إحداث أي تغيير على مستوى كافة المجالات والأصعدة وفي مقدمة ذلك جوانب الخدمات وعمل المرافق والمؤسسات التي سلم إداراتها ﻷبناء الضالع مسقط رأسه ممن لا يمتلكون مؤهلات علمية وتخصصية مستغلآ الثقة التي منحه اياها فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي إيمانآ منه بأن المسؤولية الوطنية واجب ديني واخلاقي وإنساني ينبغي مراعاته وممارسته وإعطائه لمن يراه مناسبآ لمن يستحقه دون محاباة أو وساطة أو محسوبية لمصالح شخصية أو مآرب أخرى تتعلق بالنفوذ أو المال أو الجاه أو الكسب السياسي وبعيدآ عن الانانية والمناطقية والعصبوية المريضة التي لا تبني المجتمعات والأوطان .

 

وكان فخامة الرئيس هادي قد جسد أسمى معاني وقيم المسؤولية الوطنية وبتعيينه لعيدروس الزبيدي محافظآ لعدن ولشلال شائع مديرآ لأمن عدن وهما من أبناء محافظة الضالع قد ضرب مثالآ للحاكم العادل وللقائد المتزن الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع لا فرق بين الضالع أو أبين أو حضرموت أو شبوة او يافع او عدن فكان بهذا القرار صانع لحمة التصالح والتسامح ومجسدآ حقيقيآ لها في الواقع قولآ وفعلآ ، وكان عشمه كبير في الزبيدي وشلال للإيفاء بالعهود وثقل الأمانة التي جملهما اياها فوسوس لهما الشيطان وعاثا فسادآ في البلاد والعباد وزادت الأوضاع سوءآ في عدن كاختلالات الأمن وتوزيع إدارات المرافق والمؤسسات والمناصب والتعيينات لابناء الضالع والتقاعس عن إيصال إيرادات المؤسسات الإيرادية لخزينة الدولة بل وترك الحبل على الغارب للعبث بها من قبل الفاسدين واللصوص واكتفاءه بإلقاء الخطابات الثورية والرنانة والشعارات المطاطية التي عفى عليها الزمن ووصلت جرأته للتدخل في عمل المؤسسات المستقلة كالجامعة وإصداره لتوجيهات بالتعيين والتكليف لابناء الضالع فيكل ما له علاقة بالمال والأيرادات والمنح وحتى مقاولات المشاريع ، ناهيك عن السيناريو السري الذي كان يعد له وجماعات متطرفة ومتشددة تحن لعهد الشمولية والحزب الواحد والصوت الواحد من خلال فتحه لخطوط سرية للغاية مع جماعات حوثية متشددة كما هو الحال بالنسبة له في ارتباطاته بايران والعمل بصمت من اجل تنفيذ مخطط الانقلاب على الحكومة الشرعية والتحالف العربي وتسليم الجنوب للنفوذ الايراني بعد ان يستقوي ويسيطر على جميع مفاصل المؤسسات العسكرية والامنية والمدنية والإيرادية وكان يخطط لعمل فصائل مسلحة تقوم بتصفية قيادات وشخصيات تابعة للحكومة الشرعية والمقاومة الجنوبية من المنتمين لمحافظات أبين وشبوه وحضرموت بالعاصمة المؤقتة عدن .

 

فعيدروس الزبيدي كان فخان ونقض العهد وساء تحمل المسؤولية ومرت سنتان وهو يعظ الايادي التي امتدت اليه لتخرجه من دهاليز الشعور بالظلم والقهر وتركة الماضي البغيض وتصافحت معه القلوب قبل الايادي في لفتة عظيمة من الرئيس الانسان هادي ولكنه لم يكن أهلا لها فجاء ليتبوأ أكبر منصب بالعاصمة المؤقتة عدن بقرار جمهوري وأبعد بعد فساده وصمته دهرآ لينطق كفرآ لتتم اقالته بقرار جمهوري وعذب حياة الناس في عدن والمحافظات المجاورة بؤسآ وشقاء وحول حياتهم الى جحيم وصار كل الدعم الذي انهال عليه من كل حدب وصوب من الحكومة والتحالف ورجال الاعمال والمنظمات الدولية هباء منثورا.

عمومآ وعودة على بدء فما أشبه تمرد محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي بتمرد شيطانه الأكبر علي سالم البيض فكلاهما كانا سببآ في معاناة عدن وابناء الجنوب قاطبة إذ كانا كارثتين من العيار الثقيل حلتا بشعبنا في جنوب اليمن وقد أذاقاه شتى أنواع القهر والذل والتجويع والقمع والترهيب وكلاهما خانا القسم اللذين حلفا به عند تنصيبهما كاصنام بشرية لا تفكر إلا من زوايا ضيقة فكلاهما فشلا في تأدية مهامهما ومن ثم اللجوء للاعتكاف في منزليهما بعدن لتأليب الشارع والرأي العام وزعزعة الأمن والاستقرار في عدن المسالمة ومدينة السلام والثقافة والحضن الدافي لجميع الناس بمختلف مشاربهم ودياناتهم وانتماءاتهم ، ووجه الشبه بينهما ضيق افقهما ودناءة فكرهما وعنصريتهما وتمسكهما بالافكار الرثة والسحيقة الممتدة لعهود الشمولية وتجربة الإلحاد ونظرية المؤامرة وانكار الجميل والعرفان وما فعله الزبيدي مع الرئيس هادي وخذلان الامانة التي حمله اياها الا خير دليل على صحة ما نقول ، وما أشبه الليلة بالبارحة وبين اعتكافات الفشل والتمرد والخذلان بين الجاحدين الزبيدي وشيطانه اللعين البيض.

 

 

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 7 سنوات

-

1865 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد