كتب كتب

يا تميم اركب معنا

كتبه/ عبد الله المزهر

 

لا أظن عاقلا محبا سيكون سعيدا بما وصلت إليه الأمور على الضفة الغربية من الخليج العربي، لا يوجد محب يريد رؤية خلافات الأشقاء وقد أصبحت مادة دسمة في صحف وإعلام الآخرين، وخاصة الآخرين القابعين على الضفة الأخرى من الخليج.

 

لكن الأمور لا تسير دائما حسب الأمنيات، وقد يكون بعض الألم هو طريق الشفاء، هكذا أتمنى وهكذا أحلم وأنا أتنقل وأقرأ الأخبار، وأقول غدا سيكون أجمل. وسيكون بعد عسر الغموض يسر الوضوح.

 

تتفق مع السعودية أو تختلف معها فيما تشاء، لكني أظن أن الاختلاف ليس واردا في نقطة أن السعودية دولة صبورة، وفي أحيان كان يعيب البعض على السياسة السعودية أنها تتأخر كثيرا في اتخاذ ردود الفعل تجاه بعض القضايا. ولذلك فإن اتخاذها هذا الموقف من الشقيقة الصغرى قطر يدل على أننا دخلنا فعلا في المرحلة التي تأتي بعد أن «يطفح الكيل». وهي المرحلة التي يمكن أن يحدث فيها أي شيء.

 

لست خبيرا سياسيا ـ كما تعلمون ـ وليس لي أصدقاء من الساسة أعرف منهم بعض خبايا السياسة ودهاليزها، وما أكتبه وما أقوله لن يغير في الأمر شيئا، أنا مجرد مواطن خليجي لم يكن يتمنى أن تسوء الأمور، وكل ما يحلم به الآن أن تعود قطر إلى مكانها الطبيعي كدولة ضمن مجلس التعاون، وأن تركب سفينة الخليج التي يفترض أن همها في المقام الأول هو الإبحار إلى منطقة آمنة مستقرة صالحة للعيش بكرامة لهذا الجيل وللأجيال القادمة من أبناء الخليج، وأن تقفز قبل فوات الأوان من سفينة الأحلام والمراهقة السياسية التي لا تتناسب مع مكانة ومكان وحجم قطر، لأنها سفينة غارقة لا محالة.

 

وعلى أي حال..

 

لعلي أتمنى أيضا أن يفكر بعض المتحمسين قليلا قبل كتابتهم تغريدات أو مقالات يسيئون فيها «للشعب» القطري، فهم أشقاء وأقارب وأنساب، وحالهم كحال دول الخليج التي تتقسم فيها العائلات بين عدة دول، والاختلاف مع القيادة السياسية القطرية يجب ألا ينسي البعض هذه الحقيقة، فليس من الوطنية في شيء أن نشتم «شعوبا» أخرى.

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

980 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد