كتب كتب

جيلنا يصعد

كتبه/ أسامة الأهدل

 

أطفال العالم تترنح على أنغام الموسيقى والتطور التكنلوجي ويتنقل بين دول الكون بحثاً عن تعليم أفضل وحياة أرقي، وتفرش المنظمات الدولية له البساط للإبداع والتميز وتلتقي به الشخصيات الشهيرة لترتقي به الى سلم النجاح وحياة العظماء.

 

 

 ونحن العرب اطفالنا يحلمون بالسلام في منامهم وإذا طالبوا به، وجدوا المنظمات المحلية والعاملين عليها ومن على شاكلتها وكتابها يسخرون اقلامهم وأفكارهم وسياساتهم ضده، وكأنه اقترف ذنباً لا يغتفر، وجريمة نكرا، وشيطنوه ولعنوه ومزقوا اهله، وفركشوا به في المواقع والوسائل الاعلامية بكل ما يملكون.

 

 

 حتى يصبح مذنباً بدون ذنب ومجرماً بدون جرم، ولن تتوقف عن هذا فقط بل يطالبوا العالم بحمايته من هذه الافكار ومحاكمة اهله، ومعاقبة من يستمع اليه، مؤمنين بأن صرخته من الظلم وحلمه بحياة سليمة هي مؤسسة اجرامية وانحلال اخلاقي وانحراف عن الدين.

 

 بالله عليكم الى متى تظل طفولتنا تنتهك وتظلم وتحرم من حقوقها ويجرم فيها المدافعون عنها، فيما تظل المؤسسات الحقوقية تاركة كل الكوارث الإنسانية وما يحدث للأطفال والنساء في ملف النسيان، وترمي به عرض الحائط، وتتجه بكل معداتها الثقيلة وطواقمها المدرب على اعلى المستويات لمواجهة طفلة في عمر الزهور وتجريمها على صرختها، لأنها رفضت بأن تكون ضحية لزواج القاصرات، وجرمها الاكبر انها تؤسس لمنظمة تدافع عن حقوق الطفل في العالم.

 

 

الجميع يعرف من اعني، ومن غيرها، انها ليست الطفلة الناشطة العراقية روان حسين (133 سنة) التي احرق منزلها بعد ان وجهت انتقادا لاذعا لمحافظ بابل، ولست اعني الطفلة اليمنية (روان 8 سنوات) التي توفيت ليلة دخلتها في حرض شرق اليمن ووصل صداها الى مجلس الأمم المتحدة وحقوق الانسان ولكن منظمة سياج تكفلت بتظليل الرأي العام بأن القصة مفبركة، ولست اعني الطفلة الناشطة الباكستانية (ملالا يوسفزي) التي تعرضت لقنص في الرأس من قبل طالبان، بسبب دفاعها عن تعليم الفتيات.

 

 

 إنما أعنى الطفلة التي احتجزت من قبل وزارة الداخلية اليمنية ثم سلمت الى عمها رسميا امام وسائل الاعلام وخطفت من قبل القاعدة 14 يوماً ووضعت تحت الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين بسبب مواقفها ونشاطها الحقوقي.

 

 

 ثم ألف عنها كتاب ترجم الى لغات عالمية، وأنشئت عنها افلام وثائقية، وشاركت في فلم سينمائي رشح لجائزة اسكار، ومنحت جوائز دولية، وتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وترجم لها اول مقطع فيديو الى أكثر من 30 لغة حول العالم، وحضي بشهرة واسعة جد، إنها الطفلة الثمينة وأيقونة المستقبل #ندى_الاهدل (13 سنة)

 

 

 الآن شعرت بعض المنظمات التي تأسست من اجل تظليل قضايا الاطفال بخطر وجودها، فبدأت بالتحريض ضدها، والتشهير بها، والإساءة لمواقفها الإنسانية ومؤسستها الحقوقية.

 

 

 فهل العالم سيبقى منتظراً، صامتين لمثل هذه التصرفات، والأقلام المسمومة، والأصوات التي تتجه نحو جيلنا الصاعد، الجيل الواعد، الطفل الصامد، ام سيتحرك لوقف مثل هذا الضجيج ، ويساهم في توفير مناخ أجمل لأطفالنا ومساحة أكبر لإبداعاتهم، ويزيل عنهم الكوارث البشرية التي تقف حجر تعثر، ومسمار يعيق التقدم والازدهار.

 

 هل يرضيكم ما يتعرض له أبنائنا من تشويه لقيمه وإرادته، هل سنبقى مصفقين ومكبرين لكل عدو يتربص بمستقبل وطننا.

تباً لكم .. جيلنا يصعد.. وقد جفت اقلامكم.

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

1011 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد