د . عبده سعيد المغلسد . عبده سعيد المغلس

مخرجات الحوار الوطني من صلب الدين وجوهره وقيمه ولا تتعارض مع الإسلام

 

بمناسبة قرب الذكرى الرابعة لخيار الدولة الإتحادية ومخرجات الحوار الوطني قرأت في بعض منصات التواصل الإجتماعي بأن مخرجات الحوار الوطني تتعارض مع المشروع الإسلامي وهذا غير دقيق .

أولاً الإسلام دين وليس مشروع فالمشروع إنساني من الناس وفق فهمهم لدين الله ومعارفهم الإنسانية وأدواتها وزمانها ومكانها ولهذا دين الإسلام الخاتم برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام صالحة لكل زمان ومكان فنص كتاب الله ثابت ومفهومه متحرك وفق الزمان ومكانه ومعرفته وأدواتها وهذا هو إعجاز القرآن فمثلاً شعار الإسلام دين ودولة خاطيئ فالإسلام هو دين وأمة فالدين ثابت والدولة متغيرة وفهم الناس لثوابت الدين هو الذي يبني الدولة وأنظمتها وقوانينها ودساتيرها وعلى سبيل المثال لم تكن هناك قوانين تنظم السير والبناء في الماضي.

فدين الإسلام قائم على أسس ثلاثة شعائر اختلفت عبر الرسالات والملل المختلفة ( لكل جعلنا شرعة ومنهاجا) وقيم تراكمت عبر الرسالات المختلفة واكتملت برسالة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وتشريعات قائمة على التطور وتميزت في الرسالة الخاتم بأنها حنيفية حدودية لا حدية كما في التشريعات السابقة والحنيفية هي التغير ولذا الرسالة الخاتم تستوعب التطور الإنساني حتى قيام الساعة ولذا يجب التمييز بين ما هو فقه وهو فهم بشري لنص ديني وليس بدين أتى من انسان نسبي المعرفة ومرتبط بزمان ومكان بينما الدين من عند الله المطلق المعرفة الذي لا يحده زمان ومكان ولذا ختم الله رسالاته ورسله بالرسالة والرسول الخاتم والتي لو فهمناها بحقيقتها لا بصورتها لما كان حال وضعنا اليوم كمسلمين هكذا، ولذا فمخرجات الحوار الوطني مشروع انساني يعتمد ثوابت الدين يبني دولة الوطن الواحد والمواطنة الواحدة والمتساوية القائمة على الجامع الوطني لا القبلي أو الحزبي أو المناطقي أو المذهبي وهو امتداد لأول دولة مدنية في تاريخ الإنسان التي أسسها الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة وغير اسمها من يثرِب إلى المدينة لهذه الدلالة التي لم ينتبه لها الإسلاميون وأنشأ ميثاق المدينة المؤسس لعلاقة الناس بمختلف دياناتهم ومكوناتهم ولو كان يريد بناء دولة دينية لأسسها في مكة وليس بيثرب التي حولها لإسم جديد هو المدينة لتحمل طابع الرسالة المحمدية المدنية والإنسانية وهي للناس كافة.

ولذا فمخرجات الحوار الوطني من صلب الدين وجوهره وليست معارضة له.

مخرجات الحوار الوطني ومشروع الدولة الإتحادية هو المشروع السياسي الوطني والوحيد الذي تم تقديمه لبناء الدولة اليمنية والفضل فيه يعود لراعيه وحاديه وحاميه فخامة الرئيس هادي ولكل مؤمن معه بوطن واحد ومواطنة واحدة متساوية.

 

شبكة صوت الحرية -

منذ 6 سنوات

-

878 مشاهدة

مقالات ذات صلة

أهم التصريحات المزيد