علوم وتكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يخلق إنساناً غبياً ومجتمعاً عديم الفائدة

الذكاء الاصطناعي يخلق إنساناً غبياً ومجتمعاً عديم الفائدة

من المخاوف التي يثيرها التطور الكبير الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي هو الآثار الاجتماعية والنفسية التي ستلحق بالفرد والمجتمع من جرّاء إيكال كثير من المهام الإنسانية اليومية إلى الآلات، فكما أثار ظهور أجهزة الهواتف الذكية سؤال: هل يجعلنا الهاتف الذكي أكثر "غباءً"؟ سيثير انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أسئلة شبيهة.

نظراً لأن الذكاء الاصطناعي سوف يزود الآلات والجمادات بالقدرة على إنجاز أعمال معينة اعتاد الإنسان على القيام بها بنفسه، يرى الكاتب "يوفال هراري" أن شريحة كاملة في المجتمع ستصبح عديمة الفائدة، وستفقد وظائفها ومهامها، ومن ثم سيكون ذلك محفزاً للإصابة بأمراض نفسية مختلفة.

وفي كتابه المنشور تحت عنوان: "الموجز لتاريخ الغد" الذي يحاول فيه يوفال إلقاء الضوء على الطبقة المجتمعية "عديمة الفائدة" التي بدأ يخلقها التطور التكنولوجي المتسارع، والتي ستأخذ حيزاً أكبر في المجتمع كلّما ازدادت التكنولوجيا تطوراً وازداد اعتماد الإنسان عليها.

ويرى يوفال أن فكرة سيطرة الآلة على حياة الإنسان وتفوق التكنولوجيا عليه هي فكرة موجودة منذ عقود طويلة، إلا أنها لم تتحقق حتى اليوم. بالمقابل يرى أن تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي هي التي ستحدث فارقاً نوعياً وتجعل التكنولوجيا تتفوق على الإنسان وتسيطر على تفاصيل حياته الاجتماعية. وفي هذا السياق يتوقع الكاتب أن يفقد كثير من البشر وظائفهم، إلى جانب توجه الناس عامة لفقدان الهدف والرؤيا.

ويروّج الكاتب من خلال طرحه لفكرة خلق القوة التكنولوجية، إلى أن الإنسان قادر على صناعة تكنولوجيا تفوقه قوة وتفقده السيطرة عليها بعد حين من الزمن، وهو من مؤيدي القول أن للتكنولوجيا قوة "مدمرة" ستضر بحياة البشر وبالكرة الأرضية، كما يرى أن هذه القوة المدمرة قد بدأت تنشط بالمجتمع.

وفي مقابلة له مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، يقول يوفال إن الجيل الصاعد هو الذي سيواجه عواقب ما يطوره الإنسان اليوم من الذكاء الاصطناعي، وأن لا ضمانات على قدرة الإنسان على السيطرة على التكنولوجيا.

ويضيف في هذا السياق أن ما يدرسه الطلاب في المدارس اليوم لن يكون له فائدة عندما يبلغون من العمر 40 أو 50 عاماً. وهنا أكد أن الإنسان المعني بأن يكون له فائدة عندما يكبر عليه أن يفكر باستمرار بمواكبة التطور السريع، فالوظائف ستختفي بشكل أسرع وتظهر الحاجة إلى خبراء في مجالات جديدة، وعليه من يريد أن يحافظ على فهمه للعالم يجب أن يجدد نفسه باستمرار وبسرعة.

إلى جانب ذلك، نتيجة لصعود الطبقة الاجتماعية "عديمة الفائدة" والعاطلة عن العمل سيصبح كثير من الناس عديمي القيمة بالنسبة للنظام الاقتصادي والسياسي الذي سيعتبرهم عالة. وهنا- وفقاً للغارديان- فإن هرب الناس من شعور عدم الجدوى قد يكون باتجاه تناول الأدوية بكثرة، وتعاطي المخدرات، وإدمان ألعاب الواقع الافتراضي، والانطواء بدلاً من الخروج لممارسة الحياة الواقعية. ولتجنب الوصول إلى هذا الحال يرى يوفال أن على قضايا الذكاء الاصطناعي أن تكون جزءاً من الأجندة السياسية للدول وأن يتم نقاشها وربما تقنينها.

علوم وتكنولوجيا -

منذ 7 سنوات

-

3926 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد