محليات

المجلس الانتقالي.. لحظات ما قبل السقوط في الهاوية (تقرير خاص بـشبكة صوت الحرية)

المجلس الانتقالي.. لحظات ما قبل السقوط في الهاوية (تقرير خاص بـشبكة صوت الحرية)

تنحت الضبابية عن المشهد القائم في العاصمة المؤقتة عدن، وبدت الأمور تظهر بشكل واضح وجل، وتبدو الصورة القاتمة أكثر اشراقاً مما كانت عليه. وهذا المشهد برز للعيان بعد انتفاضة كبيرة قادتها فصائل الحراك الجنوبي المعارضة للمجلس الانتقال الذي يرأسه محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، حتى أنه يمكن للمتابع أن يلخص المشهد بشكل توقعي الى درجة مقاربة لما قد يحدث..

 

الحراك كتيار صاعد

تعطي الوقائع في مدينة عدن كثيراً من التفصيل في المشهد المعقد بالمدينة، والتغيرات الأخيرة التي تجلت في المدينة التي تتخذها الحكومة الشرعية مقراً لها، افادت كثيرا في تفكيك جملة التعقيدات التي ظلت ترافق المشهد السياسي في الجنوب خلال الفترة الماضية.

 

البديهي في الأمر أن المجلس الانتقالي الجنوبي، انشأ على أنه " حامل القضية الجنوبية" طبقاً لما ينادي به المحافظ المقال ونائبه، عيدروس الزبيدي وأنصارهم، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، وهذا ما أدركته فصائل الحراك الجنوبي التي بدأت تشق طريقها لركب الموجة.

 

خلال اليومين الماضيين تجمهر كثيرون من أبناء المدينة المحررة، وعاصمة البلاد المؤقتة في ساحة العروض في خور مكسر، وهتفوا ضد المجلس الانتقالي، خاصة بعد أن قامت مجاميع الزبيدي بالاعتداء على أنصار الحراك.

 

يدرك الجميع أن الحراك الجنوبي كان حاملاً لقضية الجنوب طوال الفترة الماضية، واعترفت به الدولة خلال مؤتمر الحوار الوطني، وكان هو المكون الفعلي لتمثيل الجنوب في الحوار، حيث استطاع أن يحقق الكثير من الطموحات، التي تدعو لها الساحة الجنوبية.

 

واليوم يحقق صعود الحراك الجنوبي على المشهد دفعة قوية لمواجهة تيار الامارات في الجنوب، الذي يقوده المحافظ المقال ونائبه هاني بن بريك، وهو مع الأسف تيار سبب الكثير من الإشكاليات التي عصفت بعدن، وكان حجرة عثرة أمام تطلعات الحكومة الشرعية. واليوم على ما يبدو أن الحراك يسعى لنيل الثقة من الجنوبيين واثبات نفسه كمطالب سلمي بحقوق الجنوبيين التي صادرتها هوامير النظام السابق.

 

الحكومة الشرعية قبل كل شيء

للناظر في المشهد الجنوبي أن يلاحظ حقيقة طموحات المجلس الانتقالي، فالأخير دفع نهار الـ30 من نوفمبر، بقواته الى الواجهة ومنع الحكومة الشرعية من تنظيم فعالية للاحتفال بذكرى الجلاء، وهذا الانطباع يعطي فكرة واضحة عن العقدة العصبوية التي تنمو في جسد المجلس الانتقالي.

 

يجمع كل الجنوبيين والشماليين، غير قليلين ممن يعملون في صالح جماعات منشقة عن الدولة والهوية، أن الحكومة الشرعية تمثل الورقة الوحيدة التي ينبغي على الجميع التمسك بها في ظرف كهذا، وإذا حاولت أي جهة السعي لإسقاط الحكومة، أو توتير الأجواء من حولها، فبلا شك ستكون قد أقرت حكماً بفصل جديد من الفوضى يشمل حتى المناطق المحررة.

 

لا يعترف المجتمع الدولي ولا يعرف أشياء اسمها (حكومة بن حبتور، المجلس الانتقالي، المجلس السياسي)، أو أي تسميات من هذا القبيل، بل يعرف الحكومة الشرعية ويعقد كل تعاملاته معها، وإذا ما أصاب الحكومة الشرعية أي مكروه ، سيكون المصير على الجميع بلا شك.

 

المجلس الانتقالي والسقوط المرتقب

على مختلف الأصعدة التي تطفو يومياً على الخارطة السياسية في البلاد، تؤكد المعطيات أن المجلس الانتقالي الجنوبي بدأ يتراجع الى الوراء، وهذا يعتمد في منهجيته الى أمور كثيرة، ابرزها القاعدة الاستراتيجية التي بني عليها المجلس، وليس آخرها الهدف السلبي للمجلس من اساسه.

 

معلوم أن الامارات العربية المتحدة ساهمت في دعم مجلس عيدروس الزبيدي نكاية بالشرعية لأهداف معروفة، لكنها اليوم لم تعد كذلك وربما أصبح من البديهي أن تتراجع عن دعمه كونه أصبح شكلاً صورياً لا يحوي أهمية جماهيرية بالشكل المطلوب.

 

تعصب المجلس الانتقالي ضد الشرعية من جهة وفصائل الحراك الجنوبي من جهة ثانية، والجنوبيين المستقلين عن الحركات السياسية، والمواطنين الذين يعتبرهم المجلس "أدوات احتلال"، كل هذا ساهم في جعله يفقد "بريقه" ويجعله في تراجع مستمر.

 

ستكون الأيام كفيل بأن تجعل المشهد يبدو أكثر وضوحاً، وليس من المستبعد أن يعجل الوقت بمراره خلال أقرب فرصة ليعطي النتائج التي تحدثنا عليها، وبما أن صعود المجلس الانتقالي يتجه الى الوراء، فالأيام كفيلة بأن تثبت أن الأهداف السلبية للمجلس، ساهمت بدفنه في المهد.

محليات -

منذ 6 سنوات

-

622 مشاهدة

اخبار ذات صلة

أهم التصريحات المزيد